قوالب الأقدام و قوالب العقول

<div class="sharethis-inline-share-buttons"></div>
 

قوالب الأقدام و قوالب العقول

من العادات الصينية القديمة أنهم كانوا يحرصون على وضع اقدام الفتيات في احذية خشبية صغيرة لإبقاء الاقدام صغيرة كصفة جمالية

 و لكن هذا كان يؤدي الى تشوه الأقدام و معاناة الفتاة بقية حياتها. ومع هذا فإن لديها ما تعتز به و هو صغر اقدامها

هذا ما يحدث لدينا في أنظمتنا التربوية و التعليمية في المدارس و في البيت و في المجتمع وهي اهم الاطراف المسؤولة عن تكوين الجيل. فإننا نضع عقول اولادنا و بناتنا في قوالب خشبية تؤدي الى ضعف العقول و نموها المشوه. ومع هذا فاننا نعتز بالنتيجة و نسميها تربية صارمة و نسمي أنفسنا محافظين

نريد التقدم و لكن بعقول مشوهة. مثل تلك المرأة الصينية التي تعتز بقدمها الصغيرة و تريد أن تتفوق في مضمار السباق في نفس الوقت مع اصحاب الاقدام الطبيعية

 

اننا امة  غير متقدمة و إن كنا قادرين على شراء التكنولوجيا و التباهي الاستهلاكي. وحتى لو كنا ممتازين في المعرفة.  التقدم الحقيقي هو في الفهم و التطبيق والقدرة على الإنتاج و الابتكار و البحث و الاكتشاف.

هل ننشئ بنين و بنات قادرين على التقدم؟ هل ندع العقول تنمو بشكل طبيعي؟

بالطبع يوجد لدينا كفاءات و لكنها قليلة كما و نوعا و ما يهرب منها أكثر ممن يبقى. اما الأغلبية فهي حراس التخلف. و لكن كيف؟

على مستوى الأسرة فإننا نورث أبنائنا التقاليد الجاهلية في النظرة الى المرأة بشكل خاص ثم النظرة إلى العمل. أما الأدب فهو السكوت والطاعة والكبت. ناهيك عن تعويد الناشئة على النفاق أو مداراة المجتمع المحيط

وأهم العوامل تأتي من المدرسة والمناهج الدراسية التي تتصف باحادية التلقين في التاريخ و اللغة و الدين. و التمسك بنظرية الامتحان حسب الكتاب الدراسي. بينما يتم التركيز في الانظمة المتقدمة على القراءة و البحث و المناقشة والمساءلة. بل ان بعض المدارس المتقدمة في التعليم لاتوجد فيها مناهج اصلا وانما تترك الاختيار للطلبة بينما يقوم المعلم بدور المساعد

باختصار غياب الحريات يمنع النمو الطبيعي و يورث التشوه السلوكي و التناقض بين القول و الفكر و العمل و في النهاية ندرة الإنتاج والابتكار. وهي اساس التخلف

 

منقول .